المدن المنسية في سورية هي مدن وقرى أثرية سورية، تتوزع ضمن الحدود الإدارية لمحافظتي حلب وإدلب، وتمتد شمال غربي سورية، من حلب في الشرق، حتى جبل الزاوية ووادي العاصي في الغرب، وكذلك من قورش شمالاً، حتى أفاميا في الجنوب، وهي من أقدم المناطق، إذ يعود بناؤها للفترة ما بين القرن الأول والسابع الميلادي، ولها أهمية تاريخية مسيحية، وقد بلغ عددها ما يقارب 800 موقع أثري، منها المسكون والمهجور، وفيها ما يقارب 2000 كنيسة، إذ كانت مقصداً للحجاج المسيحيين في الماضي، وللسياح في الحاضر، وأضيفت إلى لائحة التراث العالمي عام 2011، ودخلت ضمن التصنيف الثقافي.
المدن المنسية في سورية:
الحياة في المدن المنسية:
صدر قرار من ميلانو عام313 ميلادي، بعد انتهاء فترة الاضطهادات الدينية خلال القرون الأولى الميلادية، حيث تم اختيار النخبة السكان، وقد نص القرار على وجوب عيش هذه الفئة لحياة من التقشف والقساوة، بما في ذلك من ترفع عن الأمور الدنيوية، وقد عاشت هذه المجموعة في الخلاء، وقد لجأ "المرفهون منهم" للكهوف، وقد عرفت منهم مجموعة بنساك الأبراج، وهم الذين اعتادوا على العمل في الأراضي والحقول طيلة النهار، ومن ثم كانوا يرجعون إلى الأبراج التي يقيمون فيها، وينسخون المخطوطات الورقية ليلاً، وكانت طريقتهم الثانية في اختبار الصبر ومشقات الحياة هي اختبار الإقامة على عمود لبقية الحياة، وسمي رواد هذه الفكرة بالنساك العموديين، أو شهداء أيام السلم، فيما امتلكوا أيضاً طريقة ثالثة في العيش، والتي كانت عبارة عن حياة الرهبنة الجماعية، إذ كانوا يقومون بكل أنشطتهم معاً، من الأكل، والصلاة، وعند حلول المساء، كان يختلي كل ناسك بصومعته، ومن يبقى منهم ساهراً حتى الصباح متأملاً، وقد أطلق عليهم لقب "الساهرون"، وقد ازدهرت الحياة في القرى المنسية في العهد البيزنطي في الفترة الممتدة بين عامي(64ق.م حتى 635م)، اطلع على أهم مواقع السياحة الأردنية على لائحة التراث العالمي.
كنيسة قلب لوزة من أهم الآثار السورية في المدن المنسية |
لكن الحياة كالدولاب..إذ أن القرى مرت بفترة من التراجع بعد الغزو الفارسي، وكان ذلك في الفترة(527 حتى627 ميلادي)، وتم في هذه الفترة قطع معظم أشجار الزيتون، التي كان موطنها الأول في هذه القرى، وقد بدأ يزداد عدد السكان مع تناقص الأراضي، وكذلك تأثر هذه المنطقة بحركة الصفائح التكتونية، ونشاط الزلازل، مما أدى لهجرة سكان المدن المنسية، ومن الأسباب التي أثرت في ذلك أيضاً، كان انقطاع الطرق التجارية، بعد الفتح الأموي للقسطنطينية، ومن ثم بدأت تزداد الأبنية السكنية غير المرخصة، وتنتشر بين المباني الأثرية، مما أدى إلى تراجع المنطقة من الناحية الجمالية، اقرأ أيضًا نصائح للسفر مع الاولاد.
جغرافية الموقع:
يمكن تقسيم المدن المنسية إلى ثلاثة أقسام، القسم الشمالي، الأوسط، والجنوبي، ويضم القسم الشمالي جبل سمعان، ويحده من الشمال قطمة، ومن الغرب وادي عفرين، وأعلى ارتفاع له في جبل الشيخ بركات، فيما يتشكل جبل حلقة من هضبات صخرية منخفضة، ويضم القسم الجنوبي جبل الزاوي، وجبل أريحا، والذي يعرف بلهجة الأهالي المحليين باسم جبل ريحا، وأعلى قمة فيه هي قمة النبي أيوب، والتي يبلغ ارتفاعها 939 متراً.
معبد عين دارة من المعالم المميزة في المدن المنسية |
أهم المعالم:
توجد الكثير من الأبنية الأثرية والمعالم التي تلفت انتبه الزائرين في هذه المدن المنسية، بدءاً من المدفن الهرمي، حتى معبد عين دارة، وصولاً لكنيسة قلب لوزة.
تعتبر المدن المنسية واحدة من أجمل المعالم الثقافية على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، والتي تبعث في السائح شعوراُ غريباً وممتعاً، إضافة إلى الشعور بالاستمتاع بسبب الوقوف على آثار أقوام سابقين، نتمنى لكم زيارة ممتعة.
لا تفوت: كيف تعتني ببيتك خلال السفر.
يتميز المدفن الهرمي بشكله الفريد |
تعليقات
إرسال تعليق
اتمنى ان تشاركني تعليقك